السؤال:
ما صحة هذا الحديث: جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فقال: إني أجد في رزقي ضيقا، فقال له رضي الله عنه: لعلك تكتب بقلم معقود، فقال: لا، قال: لعلك تمشط بمشط مكسور، فقال: لا، قال: لعلك تمشي أمام من هو أكبر منك سنا، فقال: لا، قال: لعلك تنام بعد الفجر، فقال: لا، قال: لعلك تركت الدعاء للوالدين، قال: نعم يا أمير المؤمنين، فقال أمير المؤمنين: فاذكرهما، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ترك الدعاء للوالدين يقطع الرزق"
الجواب:
قال ابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/٢٨٤): (باب انقطاع الرزق بقطع الدعاء للوالدين): أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقى أنبأنا أبو عبد الله محمد ابن عبدالله الحاكم أنبأنا أبو جعفر محمد بن سعيد حدثنا العباس بن حمزة حدثنا أحمد بن خالد الشيباني حدثنا الحسن بن محمد البرى حدثنا يزيد بن عتبة بن المغيرة النوفلي حدثنا الحسن البصري سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ترك العبد الدعاء للوالدين فإنه ينقطع على الوالد الرزق في الدنيا" هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به الجويبارى وهو أحمد بن خالد، نسبوه إلى جده لأنه أحمد بن عبد الله بن خالد، وإنما قصدوا التدليس وهو محرم.
قلت: المتهم هو أحمد بن عبد الله بن خالد الجويباري ويقال: الجوباري وجوبار من عمل هراة ويعرف بِسَتُّوق [وهو أبو علي أحمد بن عبد الله الشيباني]، روى عن ابن عُيَينة وطبقته.
قال ابن عَدِي: كان يضع الحديث لابن كرام على ما يريده فكان ابن كرام يخرجها في كتبه عنه.
وقال ابن حبان: هو أبو علي الجويباري دجال من الدجاجلة روى عن الأئمة ألوف حديث ما حدثوا بشيء منها.
وقال النَّسَائي والدارقطني: كذاب.
وقال البيهقي: أما الجويباري فإني أعرفه حق المعرفة بوضع الحديث على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد وضع عليه أكثر من ألف حديث، وسمعت الحاكم يقول: هذا كذاب خبيث، وضع كثيرا في فضائل الأعمال، لا تحل رواية حديثه بوجه، وسمعت الحاكم يقول: اختلف الناس في سماع الحسن من أبي هريرة، فحكى لنا أنه ذكر ذلك بين يدي الجويباري، فروى حديثاً مسندا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمع الحسن من أبي هريرة!
وقال الخليلي: كذاب يروي عن الأئمة أحاديث موضوعة وكان يضع لابن كرام أحاديث مصنوعة وكان ابن كرام يسمعها وكان مغفلا.
وذكر الجوزقاني في الموضوعات فيه نحوا مما قاله ابن حبان، وكان ابن كرام يسميه أحمد بن عبد الله الشيباني.
وقال أبو سعيد النقاش: لا نعرف أحدا أكثر وضعا منه.
وقال ابن حبان في ترجمة إسحاق بن نجيح الملطي: تعلق به أحمد بن عبد الله الجويباري فكان يروي عنه ما وضعه إسحاق ويضع عليه ما لم يضع أيضًا.
[انظر ترجمته في لسان الميزان] .
والخلاصة:
هذا الحديث (مكذوب)، وأغلب ما ذُكر في الحديث الذي جاء في السؤال لا أصل له، فلا يجوز نشر هذا الحديث إلا للتحذير منه، والله أعلى وأعلم
0 التعليقات:
إرسال تعليق