السؤال:
ما صحة هذا الموضوع؟ أسرار آية الكرسي: آية الكرسي تعدل ثلث القرآن، متى نزلت؟ نزلت ليلاً ولما نزلت خر كل صنم في الدنيا، وكذلك خر كل ملك في الدنيا، وسقطت التيجان عن رؤوسهم، وهربت الشياطين، لماذا سميت آية الكرسي؟ الكرسي: هو أساس الحكم، وهو رمز الملك، وهي الدالة على الألوهية المطلقة، هل تعلم فضل أية الكرسي؟ من قرأها دبر كل صلاة يتولى قبض روحه الله ذو الجلال والإكرام
الجواب:
لا دليل على أنها تعدل ثلث القرآن، وأما القول بأنها نزلت ليلاً، وأنها لَمَّا نزلت خَرّ كل صنم في الدنيا، وكذلك خَرّ كل ملك في الدنيا، وسقطت التيجان عن رؤوسهم، وهربت الشياطين، هذا مِمَّا لا دَليل عليه ، ولذا فإن الإمام القرطبي لَمَّا أوْرده قال: روي عن محمد بن الحنفية أنه قال: ... فَذَكَرَه، ومحمد بن الحنفية هو محمد بن علي بن أبي طالب، وهو تابعي
وأما القول بأن الكرسي هو أساس الحكم، وهو رمز الملك، فهذا تأويل غير مَرْضِيّ عند أهل السنة، فأهل السنة يُثبِتُون الكُرسي، ولا يتأوّلونه، وفي الحديث : مَا السَّمَاوَات السَّبْع في الكُرْسِيّ إلاَّ كَحَلْقَة في أرْض فَلاة، وفَضْل العَرْش على الكُرْسِيّ كَفَضْل تِلك الفَلاة على تِلك الْحَلْقَـة" رواه ابن أبي شيبة العبسي في كِتاب "العَرْش"، وابن حبان، وأبو الشيخ في كِتاب " العَظَمَة "، وابن بطَّة في "الإبانة الكبرى"، وقال ابن حجر: وله شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في "التفسير" بِسَنَدٍ صَحِيح عنه، وصَحَّحه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة"، وهذا الحديث دالّ على عَظَمة الكُرسي، وقد فسَّر السلف الكرسي بأنه موضع القدَمَين، رَوى عبد الله بن الإمام أحمد في كِتاب "السُّـنَّـة"، وابن بَـطَـة عن ابن عباس في تفسير آية الكرسي قوله (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ)، قال: مَوْضِع القَدَمَـيْن، ولا يُقْدَر قَدْر عَرْشِـه، وهذا الأثَر صَحَّحه غير واحد مِن أهل العْلِم
وأما القول بأن من قرأها دبر كل صلاة، يتولى قبض روحه الله ذو الجلال والإكرام، قال القرطبي: وفي الخبر: "مَن قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة، كان الذي يَتَوَلَّى قَبض رُوحه ذو الجلال والإكرام، وكان كَمَن قاتَل مع أنبياء الله حتى يُسْتشهد"، وهذا الذي أشار إليه القرطبي (ضَعيف)، والله تعالى أعلم
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
(عضو مكتب الدعوة والإرشاد)
0 التعليقات:
إرسال تعليق