جديد

٣٤- كيف تموت الملائكة

on الاثنين، 20 يناير 2014

السؤال:
ما مدى صحة هذه الرسالة: (كيف تموت الملائكة)‎: بعدما ينفخ إسرافيل عليه السلام في الصور النفخة الأولى تستوي الأرض من شدة الزلزلة، فيموت أهل الأرض جميعا، وتموت ملائكة السبع سموات، والحجب، والسرادقات، والصافون، والمسبحون، وحملة العرش، وأهل سرادقات المجد، والكروبيون، ويبقى جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم السلام‎.

- (موت جبريل عليه السلام‎): يقول الجبار جل جلاله: يا ملك الموت من بقي -وهوأعلم-؟ فيقول ملك الموت: سيدي ومولاي، أنت أعلم بقي إسرافيل وبقي ميكائيل وبقي جبريل وبقي عبدك الضعيف ملك الموت خاضع ذليل، قد ذهلت نفسه لعظيم ما عاين من الأهوال، فيقول له الجبار تبارك وتعالى: انطلق إلى جبريل فاقبض روحه، فينطلق إلى جبريل فيجده ساجدا راكعا، فيقول له: ما أغفلك عما يراد بك يا مسكين، قد مات بنو آدم وأهل الدنيا والأرض، والطير والسباع والهوام، وسكان السموات وحملة العرش والكرسي، والسرادقات وسكان سدرة المنتهى، وقد أمرني المولى بقبض روحك‎! فعند ذلك يبكي جبريل عليه السلام ويقول متضرعا إلى الله عز وجل: يا الله هون علي سكرات الموت (يا الله هذا ملك كريم يتضرع ويطلب من الله بتهوين سكرات الموت، وهو لم يعص الله قط فما بالنا نحن البشر ونحن ساهون لا نذكر الموت إلا قليلا)، فيضمة ضمة، فيخر جبريل منها صريعا، فيقول الجبار جل جلاله: من بقي يا ملك الموت -وهو أعلم- فيقول: مولاي وسيدي بقي ميكائيل وإسرافيل وعبدك الضعيف ملك الموت.‎ 

- (موت ميكائيل عليه السلام -الملك المكلف بالماء والقطر-): فيقول الله عز وجل انطلق إلى ميكائيل فاقبض روحه، فينطلق إلى ميكائيل فيجده ينتظر المطر ليكيله على السحاب، فيقول له: ما أغفلك يا مسكين عما يراد بك! ما بقي لبني آدم رزق ولا للأنعام، ولا للوحوش ولا للهوام، قد مات أهل السموات والأرضين، وأهل الحجب والسرادقات، وحملة العرش والكرسي، وسرادقات المجد والكروبيون، والصافون والمسبحون، وقد أمرني ربي بقبض روحك، فعند ذلك يبكي ميكائيل ويتضرع إلى الله، ويسأله أن يهون عليه سكرات الموت، فيحضنه ملك الموت، ويضمه ضمة يقبض روحه فيخر صريعا ميتا لا روح فيه، فيقول الجبار جل جلالة: من بقي -وهو أعلم- يا ملك الموت: فيقول مولاي وسيدي أنت أعلم، بقي إسرافيل وعبدك الضعيف ملك الموت‎.

- (موت إسرافيل عليه السلام -الملك الموكل بنفخ الصور-):‎ فيقول الجبار تبارك وتعالى: انطلق إلى إسرافيل فاقبض روحه، فينطلق كما أمره الجبار إلى إسرافيل،‎ وإسرافيل ملك عظيم، فيقول له: ما أغفلك يا مسكين عما يراد بك! قد ماتت الخلائق كلها وما بقي أحد، وقد أمرني الله بقبض روحك، فيقول إسرافيل: سبحان من قهر العباد بالموت، سبحان من تفرد بالبقاء، ثم يقول: مولاي هون علي مرارة الموت، فيضمه ملك الموت ضمة يقبض فيها روحه، فيخر صريعا، فلو كان أهل السماوات والأرض في السموات والأرض، لماتوا كلهم من شدة وقعته‎. 

- (موت ملك الموت عليه السلام -الموكل بقبض الأرواح-): فيسأل الله ملك الموت: من بقي يا ملك الموت -وهوأعلم-؟ فيقول: مولاي وسيدي، أنت أعلم بمن بقي، بقي عبدك الضعيف ملك الموت، فيقول الجبار عز وجل: وعزتي وجلالي لأذيقنك ما أذقت عبادي، انطلق بين الجنة والنار ومت، فينطلق بين الجنة والنار، فيصيح صيحة لولا أن الله تبارك وتعالى أمات الخلائق، لماتوا عن آخرهم من شدة صيحته فيموت‎.

ثم يطلع الله تبارك وتعالى إلى الدنيا فيقول: يا دنيا أين أنهارك؟ أين أشجارك؟ أين عمارك؟ أين الملوك، وأبناء الملوك؟ وأين الجبابرة، وأبناء الجبابرة؟ أين الذين أكلوا رزقي، وتقلبوا في نعمتي، وعبدوا غيري؟ لمن الملك اليوم؟ فلا يجيبه أحد،‎ فيرد الله عز وجل فيقول: الملك لله الواحد القهار"؟


الجواب:
الملائكة يموتون كما يموت غيرهم من الأحياء، ويدل لذلك -كما قال القرطبي وابن حجر- قول الله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}[القصص: ٨٨]، وقال المناوي في "فيض القدير": "وأما الملائكة فيموتون بالنص والإجماع، ويتولى قبض أرواحهم ملك الموت، ويموت ملك الموت بلا ملك الموت"، ولا يبعد أن يعانوا من سكرات الموت كما يعاني منها غيرهم، يقول الله تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} [ق: ١٩]، وفي البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول: "لا إله إلا الله، إن للموت لسكرات"، وفي المستدرك عن عائشة رضي الله عنها قالت: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالموت، وعنده قدح فيه ماء، وهو يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول: "اللهم أعني على سكرات الموت" والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي.

وأما ما ذكر في وصف موت الملائكة الأربعة، فإنه لم يثبت فيه نص، ولكن وردت آثار ضعيفة الأسانيد، كما قال البيهقي في "شعب الإيمان"، وابن كثير في "البداية" تفيد موت هؤلاء الملائكة الأربعة، ولم تذكر التفاصيل التي ذكرت في السؤال.

والخلاصة: لا يجوز نشر هذه الرسالة إلا للتحذير منها، والله أعلم

0 التعليقات: