جديد

٣١- السور التي تسمى: (المنجيات)

on الاثنين، 20 يناير 2014

السؤال:
ما هي السور التي تسمى: (المنجيات)؟


الجواب:
تطلق (المنجيات) على ثمان سور أو سبع آيات من القرآن الكريم، اختارها بعض الجهلة، ووضعوا لها هذا الاسم، ولا أصل لذلك من كتاب الله، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بل القرآن كله شفاء وهداية ونجاة لمن تمسك به.

وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء: جاء بعض طلبة دار الحديث بالمدينة المنورة بنسخة تسمى السور المنجيات فيها سورة الكهف والسجدة ويس وفصلت والدخان والواقعة والحشر والملك، وقد وزع منها الكثير، فهل هناك دليل على تخصيصها بهذا الوصف، وتسميتها بهذا الاسم؟

فأجابوا:
"كل سور القرآن وآياته شفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة للمؤمنين، ونجاة لمن اعتصم به، واهتدى بهداه من الكفر والضلال والعذاب الأليم، وبيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وعمله وتقريره جواز الرقية، ولم يثبت عنه أنه خص هذه السور الثمان بأنها توصف أو تسمى (المنجيات) ... فمن خص السور المذكورة في السؤال بالمنجيات فهو جاهل مبتدع، ومن جمعها على هذا الترتيب مستقلة عما سواها من سور القرآن رجاء النجاة أو الحفظ أو التبرك بها فقد أساء في ذلك وعصى؛ لمخالفته لترتيب المصحف العثماني الذي أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم، ولهجرة أكثر القرآن وتخصيصه بعضه بما لم يخصه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه، وعلى هذا فيجب منع توزيعها والقضاء على ما طبع من هذه النسخ إنكاراً للمنكر، وإزالة له" [فتاوى اللجنة الدائمة (٢/٤٧٨)].

وقَالَ الشَّيْخُ بَكْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ أبُو زَيْدٍ -رحمه الله- فِي "تَصَحِيْحِ الدُّعَاءِ" (ص ٢٨٧): "الْمُنْجِيَاتُ: وَهِي ثَمَانُ سُوَرٍ: (الكهف، والسجدة، ويس، وفصلت، والدخان، والواقعة، والحشر، والملك):
أَوَلاَ: وَصْفُ أَوْ تَسْمِيَةُ هَذِهِ السُّوَرِ جَمِيْعِهَا بِلَفْظِ: (الْمُنْجِيَاتِ) لا أَصْلَ لَهُ.
وَثَانِياً: تَخْصِيصُهَا بِالقِرَاءةِ فِي حَالٍ أَوْ زَمَانٍ أَوْ مَكَانٍ (لا أَصْلَ لَهُ)، لِهَذَا لاَ يَجُوْزُ التَّعَبُّدُ بِهَا، لِعَدَمِ الدَّلِيْلِ عَلَى خُصُوصِيَتِهَا بِهَذَا الوَصفِ بِشَيْءٍ" انتهى.

قلت: وهذا ينطبق على هذه السور، وعلى الآيات التي يُزعم أنها منجيات، وأود التنبيه على أنه توجد بعض الأحاديث في فضل سورة الملك، وأنها مانعة من عذاب القبر، وأنها شفعت لرجل حتى غفر الله له، فأُخْرِج من النار وأُدْخِل الجنة، وهي:

١- عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «يُؤْتَى الرَّجُلُ فِي قَبْرِهِ، فَتُؤْتَى رِجْلَاهُ، فَتَقُولُ رِجْلَاهُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ؛ كَانَ يَقُومُ يَقْرَأُ بِي سُورَةَ الْمُلْكِ، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ صَدْرِهِ -أَوْ قَالَ: بَطْنِهِ- فَيَقُولُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ؛ كَانَ يَقْرَأُ بِي سُورَةَ الْمُلْكِ، ثُمَّ يُؤْتَى رَأْسُهُ، فَيَقُولُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ؛ كَانَ يَقْرَأُ بِي سُورَةَ الْمُلْكِ، فَهِيَ الْمَانِعَةُ؛ تَمْنَعُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَهِيَ فِي التَّوْرَاةِ سُورَةُ الْمُلْكِ، مَنْ قَرَأَهَا فِي لَيْلَةٍ فَقَدْ أَكْثَرَ وَأَطْيَبَ» رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَالْحَاكِمُ، وَاللَّفْظُ لَهُ، وَقَالَ: «صَحِيحُ الْإِسْنَادِ»، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ، وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ في "صحيح الترغيب والترهيب" (١٤٧٥)، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي «الْكُبْرَى» مُخْتَصَرًا، وَلَفْظُهُ: «مَنْ قَرَأَ ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ كُلَّ لَيْلَةٍ مَنَعَهُ اللهُ بِهَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَكُنَّا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُسَمِّيهَا: الْمَانِعَةَ، وَإِنَّهَا فِي كِتَابِ اللهِ سُورَةٌ مَنْ قَرَأَ بِهَا فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فَقَدْ أَكْثَرَ وَأَطَابَ».

وَعَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سُورَةُ تَبَارَكَ هِيَ الْمَانِعَةُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» رَوَاهُ أَبُو الشَّيْخِ فِي «طَبَقَاتِ الْأَصْبَهَانِيِّينَ»، وَحَسَّنَ الأَلْبَانِيُّ إِسْنَادَهُ في "السلسلة الصحيحة" (١١٤٠).

٢- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ سُورَةً مِنَ القُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً، شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، واللفظ له، وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ لِغَيْرِهِ فِي "صَحِيحِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ" (١٤٧٤).
وفي رواية عند الحاكم: «إِنَّ سُورَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا هِيَ إِلَّا ثَلَاثُونَ آيَةً، شَفَعَتْ لِرَجُلٍ فَأَخْرَجَتْهُ مِنَ النَّارِ، وَأَدْخَلَتْهُ الْجَنَّةَ» حسنها الألباني في "صحيح الجامع" (٢٠٩٢).
وفي رواية لأنس بن مالك عند الطبراني في "الأوسط" ولفظها: «سُورَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هِيَ إِلَّا ثَلَاثُونَ آيَةً، خَاصَمَتْ عَنْ صَاحِبِهَا حَتَّى أَدْخَلَتْهُ الْجَنَّةَ، وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ» حسنها الألباني في "صحيح الجامع" (٣٦٤٤).

0 التعليقات: